أَشَكَا إليكَ مُرَوَّعٌ بتعجُّبٍ *** ظلمًا تعدّى عتْبة المحرابِ
ضربوا (السّلامَ) خِلال ظُهرِ فَضيلةٍ *** وعَدَوا على (التّقوى) بحدِّ النّابِ
فيحاءُ تبكي – والبكاءُ مبرّةٌ – *** شهداءَها، ولَّوا لغيرِ إيابِ
لكنّما دارَ السّلامِ معادُهُمْ *** معَ أحمدٍ والآلِ والأصحابِ
وهُمُ إذا حجبَ الخلائقَ ذنبُهمْ *** يَلقَونَ باريهم بغيرِ حِجابِ
يُسقَونَ مِنْ كفِّ الحبيبِ وبعْدها *** يَرْقَونَ في الجنّاتِ دون حسابِ
فيحاءُ تبكي أهلها ولقدْ بكَتْ *** مِنْ قبلها مصرٌ على الأحبابِ
سفكوا دماء الشِّيبِ في عَدَويَّةٍ *** فغدا الخضابُ مخضّبًا بخضابِ
فيحاءُ تنعَى أمْنَها ولقد نعَى *** شَرْقِيْ دمشقٍ أمْنَهُ بِعتابِ
نَشَروا بجوّهِ حقدَهُمْ وسُمومَهُمْ *** تركوا الوليدَ مجندلًا بترابِ
فيحاءُ تشكو ضعْفَها ولقد شكَتْ *** بُورْما تُسامُ بِشدّةٍ وعذابِ
خربوا العراقَ وقنْدهارَ وتونُسَ *** وأزالَ والتّيجي بلا أسْبابِ
ومنابرُ القُدسِ الشّريفِ تضجَّرَتْ *** مِنْ أسْرِهِمْ ومذلّةٍ لِرقابِ
فَهُمُ العدوّ وإنْ تفرَّقَ شمْلُهُمْ *** فَعليكَ مِنْ عُجْمٍ ومِنْ أعْرابِ
وعليكَ بيضُهُمُ، كذاكَ زُنوجُهُمْ *** وعليكَ مِنْ أهْلٍ ومِنْ أغْرابِ
إيّاكِ يا فيحاءُ أنْ تتقهقري *** وتعلَّقي بِمُسَبِّبِ الأسْبابِ
وتثبّتي أنَّ الإلهَ معَ الأُلى *** رفعوا لواءَهُ مِنْ أوْلي الألبابِ
فهُوَ الذي إنْ شاءَ يفضحُ مَنْ طَغى *** لا يعْجزَنْ عنْ هتْكِهِ لِنِقابِ
ملكُ الملوكِ ومَنْ أوامرُهُ تَكو *** نُ بِقوْلِ كنْ، ومُتَبِّبُ الأحْزابِ
“ومُدبّرُ الدّنيا وجاعلُ ليلها *** سَكَنًا، ومنْزِلُ غيْثِ كلِّ سَحابِ”
مولايَ قد صعِدَتْ إليْك مِنَ الوَرى *** دعواتُ حقٍّ فاستجِبْ لطِلابِ
وامنُنْ علينا باستعادةِ مجْدِنا *** فالنّصرُ نصرُ الواحدِ الوهّابِ
قم بكتابة اول تعليق