إقرأ

صمت كئيب وبيت ملؤه الضجر

وأنت وحدك لا جنٌّ ولا بشرُ

تدير عينيك من سقف لزاوية

أصحابك الباب والشباك والجُدُر

وعن يمينك تحت الضوء مكتبة

لئن نظرت إليها شدّك النّظر

فيها المعارف رُصّت مثلَ أبنية

قِوامُها الفكر والأخبار والسِّيَر

قم واكسِر الصمت أوغل في مدائنها

واعبر هنالك تُبصِرْ معشرا غبروا

سلم عليهم توا ضع في مجالسهم

ما عدت وحدك فالكِلمات تنهمر

وتنبت الناس والأحداث قاطبة

فيظهر العلم والأفضال والأثر

نعم الصحاب أناس لست تعرفُهم

من حِبرِ ما حَبَروا تُستخلَص العِبَرُ

ترقى بصحبتهم، تعلو بهمتهم

كأنّ مجلسهم بحر به الدُّرَرُ

تُذيب لُجتُه سأْمًا تراكم إذ

يحلو على ظهره المُسترسِل السَّفرُ

تنأى صحائفهم عن كل نابية

فلا وَكيتَ وليست تُهتَكُ السُّتُر

ولا استغابةَ لا زلاتِ ألسنةٍ

فالسّمعُ محترَمٌ كذلك البصرُ

عِش مع كتابك واسرح في مَراتعِه

يحفّك النور والإيناس والظفر

واقرأ – فديتك – لا تشغلك فانية

لا الدهر يملي ولا الأيّام تنتظر

شادي المرعبي

 

قم بكتابة اول تعليق

اترُك تَعلِيقًا

لَن يَتُمَّ نَشرُ بَرِيدِكَ الإلكترُونِي فِي العَلَن