هَدِيل الهشلمون

قل للشّهيدة في النّقاب الأسود
ماذا فعلتِ بمجرمٍ متشَدّدِ

قد كان أشهر حقدهُ وسلاحهُ
حتّى ارتقيتِ إلى جنانِ السّؤدُدِ

نورٌ حوى ذاك السّواد ولفّهُ
كالبرق في ليل الخليّ المُسهدِ

هذا قصيدي قد نظمْتُ عقيقَهُ
أهديه من بين الورى للأجيدِ

لِعَفيفةٍ قُتِلَتْ ولم يُرَ وجهُها
وجريئةٍ هبّت بوجهِ المُعتدي

كالرّيح تَعبُرُ لا تُرى بعيونِهم
وتُثير رُعبَ جحافلٍ من غرقدِ

ما ساءَها غدرُ الرّصاصِ وَهَالها
غدرٌ أتى من صامتٍ ومندِّدِ

سئمَ الكلامُ من الكلامِ وعجزِهِ
كسآمةِ المِحرابِ من متعبِّدِ

إنّ الحقوقَ تضيعُ من أصحابِها
إن لم يُؤيَّدْ صوتُ حقٍّ باليدِ

سَمِنَتْ جيوشُ الذُّلِّ من علْفٍ لها
وكذاك يسْمَنُ مُتْخَمٌ إن يَرْقُدِ

عارٌ على من قد علا من عُرْبِنا
فمضى بلا ردٍّ ولم يتوعَّدِ

ويحَ الضّمائرِ لم تزلْ في غفلةٍ
مُذْ بلّ خمرُ الجاهِ فاهَ السّيِّدِ

فَدعي الحياةَ لمن توسّدَ ذُلَّهُ
وتوسّدي حُرّ الثّرى ولْتخلُدي

إنَّ النّساءَ إذا أُهِنَّ بِأمّةٍ
فاعلمْ بأنّ بُعولَها عارٌ رَدِي

حاشا الّذين بَكَوا دِماءً حُرقةً
وكَذا الّذي رفع السّلاح لِيفتدي

قلْ للحمام هوى الغداة هديلُهُ
نُحْ يا حمامَ الفألِ دون تردُّدِ

واقرأْ كتابَ الفجرِ في عَتْمِ الدُّجى
واصبرْ على فقْدِ الشّهيدِ وزغرِدِ

ولْتُلْقِ غُصْنًا جفَّ من زيتونِها
فالسّلمُ وَهْمٌ مَعْ خؤونِ المَحْتِدِ

لا تيأسَنْ فالظّلم حانَ رَحيلُهُ
والنّصر آتٍ لا مَحَالة في غَدِ

*(وقلِ اعملوا)* سيرى الإلهُ صنِيعَكم
ولْتقتدوا طُرًّا بِسِيرَة أحمدِ

شادي المرعبي

قم بكتابة اول تعليق

اترُك تَعلِيقًا

لَن يَتُمَّ نَشرُ بَرِيدِكَ الإلكترُونِي فِي العَلَن