نَارَانِ

لن تستطيعي _وإنْ أحببتِني_ صَبرا ***  دربي الحياةُ، وحظِّي في الهَوى العُسرى

نَهري.. وَيَجري على (سِيچا) الرّياحِ، غدا ***  إذ مَسَّهُ (عَجَمٌ) لا يَذكُرُ المَجرى

ويلاهُ إِنْ صرخَتْ في اللَّحدِ قَافيتي! ***  والويلُ لَو خُنِقَتْ في مَهْدِها الذِّكْرى!

نارانِ؛ كتمُ الهوى نارٌ تُؤجِّجُهُ، ***  والاعترافُ لِمَنْ لَمْ يَرعَهُ أُخرى

كِذْبُ الفؤادِ زُهورُ الشّوقِ إذ نَبَتَتْ ***  في غيرِ مَوْعِدِها وَاغتَالَتِ البِزْرَا

هيهات تَبقى إذا ما غُربةٌ عَصَفَتْ ***  عَقْلُ الفُؤادِ سَيعصي حِينَها أَمْرا

خَرقُ السّفينةِ قَد يَبدُو لِجَاهِلةٍ *** _لا تُتْقِنُ الغَوصَ فِي لُجِّ الهَوى_ إِمْرا

وَالغَارِقُونَ على أَشْكَالِهمْ وَقَعُوا ***  والمَوجُ يُدْني لَهُمْ آجَالَهُم.. بُشْرى!

لن تستطيعي.. والاستِرسالُ في حُلُمٍ ***  تُمسِي عَوَاقِبُهُ إِمّا نُفِقْ قَهْرا

في داخلي وَلدٌ تَرعَينَهُ، وَأَنَا ***  أسَعَى لِمَصْرَعِ ما في داخلي دَهْرا

يَلهو بِلا هَدَفٍ كالطِّيرِ إذ نَفَشَتْ ***  في الرَّبْعِ حِينَ خَلَتْ سَاحَاتُهُ عَصْرا

والمَوتُ مُنتَبِهٌ لَمْ تُلْهِهِ سِنَةٌ ***  ما ضَرَّهُ مَنْ رَأى مَوتَ الفَتَى نُكرا

لَو أَنَّ لِلشَّوقِ مِنْ فَوْحٍ يُبَلِّغُهُ! ***  شَوقي سَيملأُ_لَو_ أَطلالَها عِطرا

لَن تَستطيعي.. وهذا مُنتَهى أَمَلي ***  لن يُنبِتَ الحُبُّ في غُصْنِ الشِّتَا زَهْرا

بَيني وَبَينكِ كَمْ مِنْ حَائطٍ هَرِمٍ ***  قُومِي نُقَوِّمُها كي تُبصِري الفَجرا

لا، لَن أكونَ لَكِ الكَنزَ الّذي نَبَشَتْ ***  كَفَّا فُؤادِكِ عَنْ أنوارِهِ تَتَرا

هذا فراقُ أمانٍ.. لا انتِظارَ غدًا ***  قَد يُطلقُ الدَّهرُ مِن أَسرَارِهِ أَسرَى

سَأفرِشُ الصَّدرَ كَهْفًا كي تَبيتَ بِهِ ***  بَعضُ الحَكَايَا الّتي كَمْ أَزَّتِ الصَّدرا

شادي المرعبي

قم بكتابة اول تعليق

اترُك تَعلِيقًا

لَن يَتُمَّ نَشرُ بَرِيدِكَ الإلكترُونِي فِي العَلَن