هَل تَذكُرِين؟

هل تذكُرين حبيبًا كان في عَجَلِ

يَمُرُّ قُربَكِ يُغْضي الطَّرفَ مِن خَجَلِ

وتجلِسينَ مَلاكًا عندَ حَضرتِهِ

يَخشى على الطُّهرِ من عَمْدٍ ومن زَلَلِ

هل تذكُرين مَكانا ضَمّ قِصّتنا

مِن أوّل الوَجد حتّى آخِر الوَجَلِ

حتّى افترقنا فما عادتْ تُجمِّعُنا

فَوضَى الفُصولِ ولا الأنغامُ في الرِّحَلِ

هل هدَّكِ الشّوق أم أنّي أُصارِعُه

وَحدي فَأُصرَعُ في حِلِّي وَمُرتَحَلي

وَرُبّ خِلٍّ رأى دمعي فأنكرَهُ

ويكشِفُ الخِلُّ ما في الخِلِّ من عِلَلِ

ما عاد يُقنِعُه قَوْلي الدّموعُ هَمَتْ

مِن طَرفَةِ العَين أو مِن حِدَّةِ البَصلِ

هل تذكُرين ليالٍ لم نَذُقْ وَسَنًا

فيها، وما مَسّنا الإحساسُ بِالمَلَلِ

كانتْ رسائِلُنا كالشِّعر نَهمِسُها

ليلا ونَقرؤها صُبْحًا على مَهَلِ

جَدَّ الزّمانُ فأبْلى كُلَّ أُمنِيَةٍ

وَقَدَّرَ اللهُ أن نهوى بلا أَمَلِ

يَا ليتَ بُعدَ المَدى يُنسي مَودّتنا

أو أنّ قلبيَ مَقدودٌ مِن الجَبَلِ

شادي المرعبي

قم بكتابة اول تعليق

اترُك تَعلِيقًا

لَن يَتُمَّ نَشرُ بَرِيدِكَ الإلكترُونِي فِي العَلَن