أَلا يَا خَاطِبَ الحَسنَا

ألا يا خاطِب الحسنا *** ويرجو طولَ قامتِها

وشعرًا مرسَلًا مُرخىً *** يجاوِزُ حدَّ قِمْصَتِها

ووجهًا في ابتدارتِه *** ينوّرُ عتمَ ليلتِها

وعينًا في تَقَلّبِهَا *** تُقلِّبُ مُرَّ عِيشتِها

وأنفًا مِنْ وداعتِه *** رَمى نفسي بِلوْعتِها

وثَغْرًا مَنْ يُشاهدُه *** سَيُبحرُ في ابتسامتِها

وجيدًا جلَّ خالقُهُ *** يزيدُكَ مِنْ حلاوتِها

ونَهدًا كاعِبًا عَلَمًا *** أمانًا مِنْ إضاعتها

وزَندًا إن تُلامسُه *** ستردَى مِنْ نُعومتِها

وخصرًا مِثلَ أُنبوبٍ *** يُذِيبكَ في استِمَالتِها

وسِروالًا تَدِلُّ بِهِ *** بِخصْرٍ تحتَ سُرّتِها

يَشُدُّ الرِّجلَ في حَنَقٍ *** ويربِضُ فوقَ رُكبتِها

وساقًا ساقَها قدرٌ *** لِتُلْهِبَ غيظَ جارتِها

ألا يا خاطِبَ الهيفا *** ومُهتّمًا بِهيأتِها

سَيُفْني الدّهرُ زِيْنتَها *** ويَثْنِي حُرَّ بَشْرَتِها

ويَحْنِي الدّربُ طَلعَتَها *** وَتَعرَى دونَ هَيبَتِها

تلطّفْ قبْلَ أن تشقى *** وَسَائلْ عن عقيدتِها

أتحفظُ عهدَ عِفّتِها *** وتزهو في عباءتِها؟

وتَصْفو في مَوَدَّتِها *** وتَرْقَى في رَزَانَتِها؟

وتَرضَى ما قَسَمتَ لها *** وتقنَعُ طولَ عيشتِها؟

ألا يا خاطِبَ الأُنثى *** ألا تَعنَى بِسِترَتِها؟!

أتحسَبُ كلَّ مَنْ سَتَرتْ *** تَصونُ حِياضَ عورَتِها

تُخَبّي مِنْ مَسَاوِئِها *** وتُخفي مِنْ بشاعتِها؟!

أما واللهِ قد خَطِئَتْ *** ظنونُكَ مِنْ شناعتِها

فكَمْ مِنْ نَجْمَةٍ ضَنَّتْ *** على الرّائي بِشُعلتِها

لِتحفظَ دينَها وَرَعًا *** فلا نَهوي بِفِتْنَتِها

ولو كَشَفَتْ عَنِ اصْبَعِها *** ستطمعُ في عِلاقَتِها

ولو قالَتْ سمِعتَ فما *** مزاميرٌ كَنغْمَتِها

وَتشكُرُ إنْ بذلْتَ لها *** فما كُفرٌ بِشيمتِها

وتَسْتُرُ عيبَ نائلِها *** كما تَعنى بِسِترَتِها

لِهَذي فاسْعَ مُجْتَهِدًا *** وأعْرِضْ عنْ بَدِيلتِها

تنالُ سعادةَ الأولى *** كَذا الأُخْرى برُمَّتِها

شادي المرعبي

قم بكتابة اول تعليق

اترُك تَعلِيقًا

لَن يَتُمَّ نَشرُ بَرِيدِكَ الإلكترُونِي فِي العَلَن