مَنْ مُخبرٌ عنّي الحبيبةَ أنّني *** باقٍ على العهدِ الّذي قدْ أخلفَتْ
وبأنّهُ يَحيا الفؤادُ إذا دنَتْ *** فَلَئِنْ نأتْ عنّي فؤاديَ أتْلَفَتْ
تَقضِي عليّ إذا قَضَتْ مِنْ جَوْرِهَا *** وَلَرُبَّ قَاضِيَةٍ قَضَتْ ما أنصفَتْ
قدْ غيّرَتْ بِالظّلمِ كُنْهَ عقيدتي *** فأخالُها عدلَتْ وَإنْ هِيَ أجحفَتْ
ما الزّهدُ في حُبٍّ لِمَنْ لو أنّها *** أسرَتْ جميعَ قصائدي ما أسرفَتْ
مَنْ بُعدُها داءٌ أَلَمَّ بِخافقي *** مَنْ قُربُها سببُ الشِّفا لو أسعفَتْ
سَلبَتْ مِنَ العسلِ المُصفّى لونَهُ *** عَينا الّتي فيها القصائدُ أُلِّفَتْ
والقولُ يقطرُ مِنْ لِسانِ حَبيبتي *** شَهدًا فَإنْ بَدأتْ حَدِيثًا أتْحَفَتْ
سَمراءُ تَختصِرُ الصّباحَ بِبسمةٍ *** سودُ اللّيالي في ضَفائرِها غفَتْ
وَمليكةٍ مَنْ كانَ يَملِكُ مِثلَها *** في دارِهِ تَحنُو عليهِ فقدْ كفَتْ
وَهِي الّتي في الجِدِّ تُحكِمُ قوَلها *** وَمتى يَخُضْنَ بِما يَسوءُ توقّفَتْ
وَمتى يُدِرْنَ رحى المُزاحِ بِمَجلسٍ *** أدلتْ برِفقٍ دلوَها وتلطّفَتْ
تطوي الغليظَ من الكلامِ بِصَمْتِها *** كَمْ مَرَّةٍ آذيتُها! وَلَكَمْ عَفَتْ!
ليستْ كمَنْ يَنفي الجَميلَ لِغَضْبَةٍ *** وَالأصْلُ في الأُنثى إذا غَضِبَتْ نَفَتْ
مَرّتْ فقرّتْ في الجَنانِ وبعدها *** جَمَعَتْ حَقائِبَ ذِكْرَياتيَ وَاختفَتْ
أَجرَتْ دُمُوعيَ ثُمّ أبْدَتْ غَفْلةً *** وَكَأنّ مِنّي المُوبِقَاتِ.. وَمَا هَفَتْ
كالبحرِ يُغرِي بِالكنوز غريقَهُ *** فدعِ اللّآلِئَ في البحارِ وإنْ صَفَتْ
يا ناقلًا عنّي الرّسالةَ قلْ لها: *** قلبي المُتَيَّمُ عَنْ هَواها مَا الْتَفَتْ
والبُلبُلُ الصّدّاحُ في جوفي غَدَا *** صَوْتًا ضَعيفًا مُنذُ أنْ رَحلَتْ خَفَتْ
وَبَرِيقُ عهديَ لم يَزلْ مُتَألِّقًا *** وَسَرَائرُ الحُبِّ العَتيقِ تَكَشّفَتْ
قم بكتابة اول تعليق