سَمرَاءُ تَختَصِرُ الصَّبَاح

مَنْ مُخبرٌ عنّي الحبيبةَ أنّني *** باقٍ على العهدِ الّذي قدْ أخلفَتْ

وبأنّهُ يَحيا الفؤادُ إذا دنَتْ *** فَلَئِنْ نأتْ عنّي فؤاديَ أتْلَفَتْ

تَقضِي عليّ إذا قَضَتْ مِنْ جَوْرِهَا *** وَلَرُبَّ قَاضِيَةٍ قَضَتْ ما أنصفَتْ

قدْ غيّرَتْ بِالظّلمِ كُنْهَ عقيدتي *** فأخالُها عدلَتْ وَإنْ هِيَ أجحفَتْ

ما الزّهدُ في حُبٍّ لِمَنْ لو أنّها *** أسرَتْ جميعَ قصائدي ما أسرفَتْ

مَنْ بُعدُها داءٌ أَلَمَّ بِخافقي *** مَنْ قُربُها سببُ الشِّفا لو أسعفَتْ

سَلبَتْ مِنَ العسلِ المُصفّى لونَهُ *** عَينا الّتي فيها القصائدُ أُلِّفَتْ

والقولُ يقطرُ مِنْ لِسانِ حَبيبتي *** شَهدًا فَإنْ بَدأتْ حَدِيثًا أتْحَفَتْ

سَمراءُ تَختصِرُ الصّباحَ بِبسمةٍ *** سودُ اللّيالي في ضَفائرِها غفَتْ

وَمليكةٍ مَنْ كانَ يَملِكُ مِثلَها *** في دارِهِ تَحنُو عليهِ فقدْ كفَتْ

وَهِي الّتي في الجِدِّ تُحكِمُ قوَلها *** وَمتى يَخُضْنَ بِما يَسوءُ توقّفَتْ

وَمتى يُدِرْنَ رحى المُزاحِ بِمَجلسٍ *** أدلتْ برِفقٍ دلوَها وتلطّفَتْ

تطوي الغليظَ من الكلامِ بِصَمْتِها *** كَمْ مَرَّةٍ آذيتُها! وَلَكَمْ عَفَتْ!

ليستْ كمَنْ يَنفي الجَميلَ لِغَضْبَةٍ *** وَالأصْلُ في الأُنثى إذا غَضِبَتْ نَفَتْ

مَرّتْ فقرّتْ في الجَنانِ وبعدها *** جَمَعَتْ حَقائِبَ ذِكْرَياتيَ وَاختفَتْ

أَجرَتْ دُمُوعيَ ثُمّ أبْدَتْ غَفْلةً *** وَكَأنّ مِنّي المُوبِقَاتِ.. وَمَا هَفَتْ

كالبحرِ يُغرِي بِالكنوز غريقَهُ *** فدعِ اللّآلِئَ في البحارِ وإنْ صَفَتْ

يا ناقلًا عنّي الرّسالةَ قلْ لها: *** قلبي المُتَيَّمُ عَنْ هَواها مَا الْتَفَتْ

والبُلبُلُ الصّدّاحُ في جوفي غَدَا *** صَوْتًا ضَعيفًا مُنذُ أنْ رَحلَتْ خَفَتْ

وَبَرِيقُ عهديَ لم يَزلْ مُتَألِّقًا *** وَسَرَائرُ الحُبِّ العَتيقِ تَكَشّفَتْ

شادي المرعبي

قم بكتابة اول تعليق

اترُك تَعلِيقًا

لَن يَتُمَّ نَشرُ بَرِيدِكَ الإلكترُونِي فِي العَلَن