شَقَائِقُ الـ “نَيسَان”

زاد الفراقُ فناءَ تلك الفانيةْ ***  وتحطَّمتْ أحلامُنا كالآنيةْ

فمتى نكون كمثل شِقَّيْ (كَسْتَنِيتٍ) ***  عَالقَينِ على أصَابعِ غَانيةْ

تتراقصُ الدُّنيا بِنا فَتَزيدُنا ***  قُربًا، ونَحْظى بالعِناق عَلانيةْ

فهناك يَلهو مُعجبونَ بِخصْرِها ***  نُنْسَى كَأنَّا في عَوالِمَ ثَانيةْ

وهناك نَطرَبُ وَحدَنا بِحضورهمْ ***  وهناك نُطفِئُ نار شوقٍ آنيةْ

فُكِّي _إذا انجرحَ الفؤادُ _ قَصيدتي ***  بِئسَ القَصَائِدُ _إنْ جُرِحْتُ _ العَانِيَةْ

وَتَحكَّمي بالعَرشِ عَرشِ مَحبّتي ***  لا تُسْلميهِ إلى الرِّياحِ لِثانيةْ

مَلِكٌ أنَا، لكنَّ حُبَّكِ مَالِكي ***  وَجُنودُ جِسمي لَمْ تَعُدْ أَعْوَانِيهْ

فَالقَلبُ يَرتقِبُ الأوَامرٍ شَاخصًا ***  والعَينُ تَلتَقِفُ الرَّسَائلَ حَانِيةْ

والعَقلُ _خارجَ سِرْبِهِ _ متذمرٌ ***  يشدو الحَنينَ، فَيَستفزُّ لِسانيهْ

طَلَّقْتُ مَمْلَكةَ الغِوايَةِ بَائِنًا ***  مُتَمسِّكًا فِي هذه بِثمَانيةْ

حُبٌّ وَوَعْدٌ واهْتِمامٌ بَالِغٌ ***  وَشًقائقُ الـ “نَيْسَانِ” تلك القَانِيةْ

وسَرائرٌ ورسائلٌ وَهْميّةٌ ***  وهديّةٌ منها كدنيا دانيةْ

وطُلولُ مَنزلِها الذي مِنْ بَعدِها ***  قَدْ غَيّرتهُ من النَسائِمِ وَانيةْ!

شادي المرعبي

قم بكتابة اول تعليق

اترُك تَعلِيقًا

لَن يَتُمَّ نَشرُ بَرِيدِكَ الإلكترُونِي فِي العَلَن