مَضَى زمنُ التّصَابي يا “سميرةْ” *** فلأيًا ثمّ لأيًا بعدَ جيرةْ
أبَينَ الـ”مُرْعِبَيْنِ” سَكَنتِ دارًا *** كما القصرينِ بينهما حظيرةْ؟
فَلَمْ أقفِ الغداةَ لأجلِ شوقٍ *** ولا الذّكرى، ولكنْ للضَّرورةْ
وما أبكي لفِعلِ الدّهرِ فيها *** وهذا الدَّمعُ مِنْ حَنَقِ السَّريرةْ!
تبصَّرْ يا خليلُ بما جرى لي *** وتابعْ- دونَ أنْ تَقِفَ- المَسيرةْ
فبعضُ النّاسِ جاؤونا بظُلمٍ *** لهمْ تبًّا كما تبَّتْ “سميرة”
وظنّوا أنّهُ عُدِمَت رجالٌ *** سِوى رَجُلٍ يُطِلُّ مِنَ العَشيرةْ
لَعَمْرِي قردةٌ في عَينِ أمٍّ *** لها، أحلى مِنَ الحسْنا الأميرةْ
لَعَمْرِي ليسَ يُغني حَشْدُ قوْمٍ *** إذا كانت جُمُوعُهُمُ حقيرةْ
أطاعَ النّاسُ طُرْطُورًا غنيًا *** وحُبُّ المَالِ قدْ أضحى شَعيرةْ
فصِرْتَ إذا طلبتَ رؤوسَ قومٍ *** وجدْتَ رؤوسَهُمْ عُبّادَ “ليرةْ”
وباتَ الحِلمُ في الأرجاءِ يَهذي *** وأهلُ الحِلْمِ في غمٍّ وحيرةْ
فإن كانت وَفاتي أبعدُوني *** عنِ القبرِ الذي يَأويْ “سميرةْ”
وعَنْ دورٍ يقيمُ الحِقدُ فيها *** وعَنْ لُؤْمٍ وأحوالٍ مريرةْ
كما بينَ الضَّرائرِ مِن قِفارٍ *** وبُعدُ الماءِ عَنْ وَسَطِ الجزيرةْ
وخُطّوا فوقَ قبري ما سَأُمْلي: *** “قتيلٌ ماتَ من سوء العشيرةْ!”
شادي المرعبي
قم بكتابة اول تعليق