(002) القفز فوق الأفاعي

صُوَرٌ مِنَ المَاضِي

شادي أحمد فاروق المرعبي

إنّها السّاعة السّادسة مساءً.. أنا وإخوتي الثّمانية بانتظار صوت يهدر من تحت المبنى باسم أخي الكبير: “يا رضا”… فنتسابق نزولا على الأدراج وربّما قطعنا الخمسة أو السّبعة بقفزة واحدة للقاء أبي في مدخل المبنى

كان حضوره يضفي لمسة دافئة على البيت رغم قوّة شخصيّته وهيبته التي تفرض نفسها في أي مجلس يوجد فيه.. وبعد يوم عمل شاق بدأه من البكور نستطيع الآن أن ننعم بالمصروف اليوميّ الذي كان قليلا جدًّا لكنّه كان كافيًا لإسعادنا، فننتدب أحدنا ليشتري لنا بعض البسكويت أو السكاكر

من قرى شمال لبنان

ولم يكن رجوعه يخلو من المفاجآت من حين إلى آخر… كإحضاره بعض الحلوى أو الفاكهة أو الأفاعي! نعم، الأفاعي. كان خلال عمله كبائعِ ثيابٍ متجوّلٍ بسيّارته بين قرى شمال لبنان يلاحق الأفاعي التي غالبا ما كانت تظهر في فصل الصّيف، فيقتلها ويحضرها إلى مدخل المبنى ثمّ يجعل مصروفا ضعفا لمن يقفز فوقها… ولم يمنعني صغر سنّي وأنا ابن أربع سنوات آنذاك من القفز فوق ثلاث منها اثنتان بطول المتر تقريبا والثالثة أطول منهما

قم بكتابة اول تعليق

اترُك تَعلِيقًا

لَن يَتُمَّ نَشرُ بَرِيدِكَ الإلكترُونِي فِي العَلَن