مراجعة: ديوان طوفان الشرق للشاعر شادي المرعبي

صدر ديوان طوفان الشرق للشاعر شادي المرعبي في شهر شعبان 1446 الموافق لبداية شباط 2025 عن دار ومكتبة الأسرة العربية في إسطنبول.

هذا الديوان حوى قصائد سياسية عن فلسطين وسوريا ولبنان، أزاح فيه الشاعر الستارة عن الوحه الآخر لأدبه، ففي حين اشتهر الشاعر بقصائده الغزلية في الحب والهجر والحياة، جاء هذا الديوان سياسيا يظهر اهتمام الشاعر بالجوانب السياسية من حوله، خاصة القضايا الإسلامية والعربية في الشرق الأوسط وفي العالم، وقد تميّز باحتوائه على قصائد عمودية إضافة إلى بعض قصائد التفعيلة.

الديوان مقسم إلى ثلاثة أبواب: باب فلسطين، حيث تجد قصائد عن فلسطين عامة، غزة خاصة، ضد المحتل الصهيوني الغاشم، مساندا للمقاومة المحقة المشروعة عالميا في الدفاع عن الوجود، ورفض التهجير القسري، واستنكار الصمت العالمي، وضرورة التدخل لإيقاف الإبادة الهمجية. لذا حوى الباب الأول على قصائد فيها مدح لبعض الشخصيات البارزة كالملثّم ويحيى السنوار، وهجاء من يهاجمهم. إضافة إلى أشواق الشاعر ومشاعره تجاه القدس الشريف والمسجد الأقصى.

في الباب الثاني، باب سوريا، يؤرخ الشاعر بالقصائد لمراحل مهمة وأحداث جليلة حدثت خلال الثورة السورية هاجيًا الرئيس المخلوع بشار الأسد وشبيحته، ذاكرا المرارات التي مر بها الشعب السوري من القصف العشوائي إلى البراميل المتفجرة إلى الهجوم الكيماوي على الغوطة، وتكاسل الحكومة الأمريكية في عهد أوباما بتقديم الدعم لأهل الحق من الثوار أو محاسبة النظام السوري آنذاك على جرائمه المتتالية المخالفة لكل عرف وقانون وشرع. كما واحتوى الباب الثاني على قصائد فيها اعتذار للشعب السوري عن انقطاع الحيلة وعدم القدرة على المساندة والدعم. وقصيدة في مدح الثوار المنتصرين بعد فتح دمشق في ديسمبر 2024 وفرار بشار الأسد وسقوط نظام البعث. إضافة إلى ما انتاب الشاعر خلال هذه المراحل من مشاعر صادقة وحزن ورجاء.

في الباب الثالث، باب لبنان، يركز الشاعر على وضع لبنان الذي تأثر بالظروف المحيطة، خاصة طرابلس التي كانت مؤيدة للثورة السورية منذ يومها الأول، فدفعت ثمنا لذلك أرواح العشرات الذين قضوا في تفجير مسجدي التقوى والسلام يوم الجمعة 13 أغسطس 2013، كذلك ينتقد فيه حزب الله اللبناني واصفًا إيّاه بالميليشيا ومتحدثا عن إجرامه وكبته للحريات وزجه للشباب اللبناني في صراعات لا حاجة له بها ولا ناقة ولا جمل تحت رعاية الامتداد الإيراني في المنطقة، ما جعل السلطة الفاسدة تتبنى مرغمة وجود الحزب داخلها مما زاد في فسادها وتفاقم الأمور على جميع الصعد.

ويختم الشاعر ديوانه بما يلخص كل ذلك قائلا:

لبنانُ يَا جَارَ (الأسِيرةِ)1 و(الجَريحةِ)2 والنَّقاءْ

لبنانُ يا نَجْلَ (العُروبَة) 3والحضارة والإِخَاءْ

يا سَاطِعًا وَكأنّهُ نَجْمٌ تَدحْرجَ مِن سَمَاءْ

يا جَنّةً قَدْ أرهَقَتْ صَفْصَافَها (نَارُ)4  العَدَاءْ

لا تَبتئسْ أَنْ أمرَضوكَ فَرُبّما اقتَرَبَ الشِّفَاءْ!

1  فِلسطين

2 سوريّة

3 إشارة إلى الفتح العربيّ الإسلامي

4 إشارة إلى الفُرس

لوحة الغلاف من عمل الذكاء الاصطناعي مع بعض التعديلات، حيث تمثل الطوفان بالقادم من الشرق متوجه للغرب بألوان الثورة وأعلامها، الأسود والأخضر والأحمر والأبيض، بأعلام فلسطين وسوريا الحديثة، هذا الطوفان يجترف الكيانات الغريبة من ناحية الغرب كالنظام السوري البائد وإيران وروسيا وبالدرجة الأولى الكيان الصهيوني المسمى زورا بدولة إسرائيل. ومن يدعمه من الأمريكان.

أهدى الشاعر شادي المرعبي الديوان: “إلى الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط، والتي قررت الانتفاض على الظلم، فكانت طوفانًا يهدّد عروش الطّغاة.” كما وقرّظ له الشيخ الأستاذ عبد الله عبد الهادي قائلا: “إنّ مِنَ البيان لَسِحرا! مَا أروع أن يعيش الشّاعر واقعه، فيجرد اليراع دفاعًا عن دينه وأمّته وشعبه، ويهزّ أركان الظُّلمة بكلماته، وسراجه «اهجهم وروح القدس معك».
وتزدهر القصائد إن سيقت لبلاد الشّام، مهد الأنبياء وأرض المحشر والمنشر، قبلة المسلمين الأولى، وملجئهم عند الفتن.
وشاعرنا وأديبنا صَالَ في هذا الميدان فبرع، وفتح اللّه على بصيرته فصدع بالحقّ، واستشرف زوال الظّلم وانتصار الحقّ.”
كما أعلنت عن صدوره مكتبة الأسرة العربية قائلة:
حينما يكتب الشاعر من عمق الواقع، تصبح كلماته سلاحًا يدافع عن الدين، الأمة، والشعب، ويهز أركان الظلم بقوة البيان.
يأتي “طوفان الشرق” ليكون صرخة في وجه الطغيان، ونورًا يضيء طريق الأحرار، مستلهمًا روحه من تاريخ بلاد الشام، أرض النبوات والملاحم. ما الذي يميز هذا الديوان؟ قصائد ملهمة تجسد معاناة الأمة وأملها في النصر. لغة شعرية قوية تهزّ القلوب وتشعل الحماس في النفوس. رؤية استشرافية لمستقبل زوال الظلم وانتصار الحق. تعبير صادق عن قضايا الأمة مستوحى من أرض المحشر والمنشر “طوفان الشرق” ليس مجرد كلمات مرصوفة، بل هو نداء للضمير الحي، وشعلة تضيء درب الباحثين عن الحرية والكرامة.

يشارك الديوان حاليا في المعرض الإسلامي للكتاب في الكويت والذي يمتد لغاية 3 مايو، ومن المقرر أن يشارك قريبا في معرض الدوحة للكتاب في قطر، والممتد من 8 وحتى 17 مايو 2025.

قم بكتابة اول تعليق

اترُك تَعلِيقًا

لَن يَتُمَّ نَشرُ بَرِيدِكَ الإلكترُونِي فِي العَلَن