
صُوَرٌ مِنَ المَاضِي
شادي أحمد فاروق المرعبي
الصّورة مشوّشة في ذهني، كلّ ما أذكره حول روضة الأطفال هو البوابات الحديديّة والاصطفاف لدخول الفصول إضافةً إلى بعض المواقف التي سبق النادرة. أمّا بقيّة التّفاصيل فمن العجب نسيانها! عني؛ كيف أنسى تفاصيل سنتين كاملتين من عمري فلا أذكر إلا القليل! ولماذا تكون تلك الابتسامة الطفوليّة البرّاقة من ضمن تلك الذّكريات القليلة؟
نعم، إنّها ابتسامة صديقةٍ لي في الرّوضة لا أذكر غيرها، آية في الجمال والبراءة، شقراء الشعر المتوسط في الإرسال والطّول، فلا هو بالمرسل ولا هو بالجعد، يصل إلى كتفَيها، يلمع كأجمل ما لمع تحت ضوء الغزالة. عيناها خضراوان واسعتان، ووجهها كامل الاستدارة كالبدر.كانت تتهرّب منّي دائمًا، لا أدري ألِطبعٍ فِيَّ أم فيها!
ولكن، أين المفرّ وأنا المعروف بعنادي! يكفيني منها أنّها ظهرت قربي في الصورة المدرسيّة لآخر العام لتظلّ إحدى أجمل ذكريات الطفولة البريئة بعيدًا عن تعقيدات التأويل والأسئلة التي لا تليق بمقام الطّفولة وعالم اللطف.
هذه الذكرى طغت على الذكريات، وجعلت غيرها لا شيء، لو عرضت الصورة لتوثيق الطفولة..
ههه..
أسعدكم الله وأضحك سنّكم.. هناك تفاصيل كثيرة ولكنني لا أنشرها من باب الخصوصيّة… أمّا الصّور فقد ضاع منها ما ضاع لكنّها ما زالت في الذاكرة.