جُرِّعتُ فيكَ مِرارَ الفقدِ يا زمنُ
إنّي وَهنتُ ونارُ الشّوقِ لا تَهِنُ
شَبّتْ فَرُغتُ إليها غيرَ مُكترِثٍ
واجتَحتُها رَغَبًا كأنّها عَدَنُ
أبحرتُ حينَ اشتدادِ الرّيحِ عن وطني
فكان ذكرى الّتي أحببتُها الوطنُ
قد عَلَّقتْ مُضغةً في الجسمِ لو عشِقَتْ
فالرّوح تتلَفُ والأعضاءُ تَفتتِنُ
فالأذْنُ منصِتةٌ للفكرِ يذكرُها
والعينُ ساهِرةٌ ما مَسَّها وَسَنُ
والكَفُّ ترتقبُ اللُّقيا بلا أملٍ
والرِّجلُ تمشي بِخَطوٍ ليسَ يَتّزِنُ
يا عاذلَيَّ وما أبصرتُما حَسَنًا
أتعذِلانِ ولم يفتنْكما حَسَنُ
أتعذِلانِ وما جرَّبتُما سَفَري
ولا بَدا لكما لِلبُعدِ ما الثّمَنُ
أتعذِلاني وأشواقي كأُغنيةٍ
ألحانُها أنَّةٌ أصداؤها حَزَنُ
قُوما نَسُحُّ دُموعَ القلبِ في غُصَصٍ
إنّي ظعَنتُ وهم في القلبِ ما ظعَنوا
قم بكتابة اول تعليق