
زاد الفراقُ فناءَ تلك الفانيةْ *** وتحطَّمتْ أحلامُنا كالآنيةْ
فمتى نكون كمثل شِقَّيْ (كَسْتَنِيتٍ) *** عَالقَينِ على أصَابعِ غَانيةْ
تتراقصُ الدُّنيا بِنا فَتَزيدُنا *** قُربًا، ونَحْظى بالعِناق عَلانيةْ
فهناك يَلهو مُعجبونَ بِخصْرِها *** نُنْسَى كَأنَّا في عَوالِمَ ثَانيةْ
وهناك نَطرَبُ وَحدَنا بِحضورهمْ *** وهناك نُطفِئُ نار شوقٍ آنيةْ
فُكِّي _إذا انجرحَ الفؤادُ _ قَصيدتي *** بِئسَ القَصَائِدُ _إنْ جُرِحْتُ _ العَانِيَةْ
وَتَحكَّمي بالعَرشِ عَرشِ مَحبّتي *** لا تُسْلميهِ إلى الرِّياحِ لِثانيةْ
مَلِكٌ أنَا، لكنَّ حُبَّكِ مَالِكي *** وَجُنودُ جِسمي لَمْ تَعُدْ أَعْوَانِيهْ
فَالقَلبُ يَرتقِبُ الأوَامرٍ شَاخصًا *** والعَينُ تَلتَقِفُ الرَّسَائلَ حَانِيةْ
والعَقلُ _خارجَ سِرْبِهِ _ متذمرٌ *** يشدو الحَنينَ، فَيَستفزُّ لِسانيهْ
طَلَّقْتُ مَمْلَكةَ الغِوايَةِ بَائِنًا *** مُتَمسِّكًا فِي هذه بِثمَانيةْ
حُبٌّ وَوَعْدٌ واهْتِمامٌ بَالِغٌ *** وَشًقائقُ الـ “نَيْسَانِ” تلك القَانِيةْ
وسَرائرٌ ورسائلٌ وَهْميّةٌ *** وهديّةٌ منها كدنيا دانيةْ
وطُلولُ مَنزلِها الذي مِنْ بَعدِها *** قَدْ غَيّرتهُ من النَسائِمِ وَانيةْ!
قم بكتابة اول تعليق